الوحدة أونلاين: - ازدهار علي -
تكثر الشكاوى في أيام الامتحانات من ظاهرة القلق لدى الطالب و تأثيراتها السلبية على الاستقرار النفسي و بالتالي تشتت الذهن والارتباك والخوف من تدني القدرة على التركيز و تذكر المعلومات .
حول القلق و أعراضه المرافقة وسبل مواجهته لاسيما أيام الامتحانات توجهنا بجملة تساؤلات إلى الدكتور رغداء قدار الاختصاصية بطب الأسرة - عضو المجلس العلمي لطب الأسرة و التي أجابتنا عنها بالآتي :
- ما هو القلق الطبيعي ؟
إنه شعور الإنسان بالتوتر و الانزعاج ، وهو شعور طبيعي ينتابه عند مواجهة خطر أو تهديد أو تجربة سيئة ما أو مؤلمة ، مثل الفشل في علاقة عاطفية أو عند التقدم إلى الامتحان .
إذاً القلق شعور اعتيادي و ليس مرضاً ، وهو أيضاً حافز و سبيل للاجتهاد من أجل تحقيق النجاح .
- ماذا عن القلق المرضي ؟
إنه شعور بالخوف الشديد بلا سبب واضح ، يستمر أياماً أو أسابيع فيؤثر على حياة الشخص اليومية و العائلية و الاجتماعية و المهنية سلباً ، مما يعيقه عن إنجاز أعماله .
والقلق المرضي أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في العالم .
- كيف تتجلى أعراض القلق المرضي ؟
يقيناً أن هناك تشاركاً بسيطاً بين أعراض القلق الطبيعي و القلق المرضي ، لكن تواتر الأعراض و شدتها تتجلى أوضح في القلق المرضي ، و تترافق بالآتي :
- أعراض جسدية : ضيق تنفس ، الشعور بالاختناق ، الرجفة ، خفقان القلب ، تعرق ، غثيان ، ألم بطني ، دوار ، تشنج في عضلات الرقبة و الأكتاف ، فقدان الطاقة و الإحساس بالتعب و الإرهاق .
- أعراض فكرية : عدم القدرة على التفكير و التركيز و بالتالي انخفاض معدل إنتاج الفرد .
- أعراض سلوكية : سرعة الغضب و الانفعال ، فقدان القدرة على النوم " أرق " ...
- هل ثمة عوامل مساعدة على الإصابة بالقلق المرضي ؟
هناك مجموعة عوامل مساعدة يمكن تلخيصها بالآتي :
- عوامل عضوية ( خلل في وظيفة الغدة الدرقية ) .
- عوامل وراثية .
- عوامل بيئية مثل كثرة ضغوط الحياة ، و نذكر منها ضغوطاً يتعرض إليها الطلاب قبل الامتحانات ، مع الإشارة إلى أن القلق المرضي يظهر فجأة من دون سبب واضح .
- كيف يعالج القلق المرضي ؟
ينبغي مراجعة الطبيب ، من أجل الكشف المبكر عن القلق المرضي ، وقد تكون مضادات الاكتئاب حلاً سريعاً و فعالاً في حوالي 80 إلى 90 % من الحالات .
- إجراء التمارين الرياضية الخفيفة لا سيما الاسترخاء منها .
- الخضوع إلى جلسات العلاج النفسي البسيطة من أجل التماثل للشفاء ، إذ إن المعالجات البسيطة تقلل من نسبة التعرض إلى القلق المرضي و تكراره .
- بماذا تنصحين الأهل و الطلاب معاً في أيام الامتحانات ؟
أولاً- ينبغي على الأهل التخفيف من توترهم ، لأنهم بذلك يزيدون من قلق الطالب .
ثانياً – أن يتحمل الأهل مسؤولياتهم في تخفيف الضغط النفسي عن كاهل أبنائهم باللجوء إلى الحوار الهادئ معهم و تجنب الشجار و التقريع الدائمين .
ثالثاً- السماح لأبنائهم بالخروج من منازلهم يومياً لمدة ساعة على الأقل من أجل قصد الأماكن التي يرغبون فيها .
رابعاً- استشارة الطبيب إذا كان الطالب شديدَ القلق و غير قادرٍ على النوم .
خامساً- ينبغي أن يتعلم الأهل الإصغاء إلى أبنائهم و مساعدتهم في حل مشاكلهم و دعمهم و طمأنتهم و عدم التدخل مباشرة بأمورهم الشخصية و دراستهم بل إرشادهم فقط .